viernes, 6 de septiembre de 2013

مذكرات طالب مغربي في إسبانيا

Esta nota interesante  lo ha escrito Dr  Jauad El Kharaz hace años, la publicaron en Al ALAM en 2005, la   comparto  con todo ustedes porque  plasma las experiencias personales de los investigadores en España y es un ejemplo a seguir para todos los extranjeros recién ingresados en las universidades y los centros de investigación en España. 
Articulo de Dr Jauad El Kharaz
Dr Jauad El Kharaz


شاءت الأقدار أن أغادر أرض الوطن إلى إسبانيا لاستكمال دراساتي العليا بعد حصولي على الإجازة في الفيزياء من كلية العلوم بتطوان. حللت بمدينة فالنسيا في دجنبر من سنة 1998 بعد أن سبقني إليها شقيقي الأكبر الذي حصل على دكتوراه في الفيزياء أشهرا قليلة قبل ذلك في جامعة فالنسيا. الحقيقة تقال أنها كانت نقطة تحول في حياتي على جميع المستويات، سواء من الناحية العلمية حيث حالفني الحظ أن يدير بحثي باحث متألق في مجال الاستشعار الفضائي عن بعد، أو من الناحية الاجتماعية أو الثقافية، ذلك أنه أتيحت لي الفرصة لأول مرة في حياتي أن أعايش أناسا من جنسيات مختلفة، أن أشاركهم و أتبادل معهم وجهات النظر في مجالات متعددة بدءا من العقائدي منها مرورا بالثقافي و الاجتماعي. أعتقد أن كل الطلبة الذين يهاجرون إلى الخارج لاستكمال دراساتهم يعيشون مثل هذه التجارب. في السنة الدراسية 1999-2000 حصلت على منحة دراسية في إقامة داخلية أو ما يسمى ب"كوليخيو مايور" (http://www.uv.es/~colecoma) يقبع في أكثر الأحياء تهميشا في محيط مدينة فالنسيا، ذلك أنه حي شبه منعزل تسكنه أقليات من الغجر الاسبان، اسبان ذوو الدخل الضعيف أو ما يسمى ب"لوس بايوس"
اسبان من الذين تم ترحيلهم إلى روسيا إبان الحرب الأهلية الاسبانية و عادوا مع بداية التسعينات، فضلا عن أقليات من جنسيات أخرى. أسست الإقامة المذكورة عام 1994 بهدف دعم المبادرات الرامية إلى الرفع من مستوى الحي و الإسهام في اندماج ساكنته في محيطها الحضري، و المساهمة أيضا في الاندماج الثقافي و التضامن الاجتماعي بين سكان الحي من جهة و الطلبة القاطنين في الإقامة من جهة أخرى. و هكذا تستقبل هذه الإقامة سنويا 70 طالبا من جنسيات متعددة، يتأرجح عدد الطلبة المغاربة عادة ما بين 3 و 12. و هكذا فإن المنحة التي تعطى للطالب على أساس أن يتمتع بالإقامة و الوجبات اليومية مقابل تقديم أنشطة ثقافية، رياضية أو اجتماعية موجهة لساكنة الحي. و كان من بين الأنشطة التي أشرفت عليها شخصيا تدريب و تلقين أطفال الحي لعبة الشطرنج، و هكذا كنت أقودهم إلى الدوريات و المسابقات المحلية و قد فاز بعضهم بجوائز في بعض المناسبات. (http://www.uv.es/~jauad)
و لقد تم نقل فكرة الإقامة إلى دول أخرى في أمريكا اللاتينية، و تبقى فكرة إقامة مماثلة في المغرب واردة أيضا. تجربتي الشخصية في هذه الإقامة كانت غنية بكل المقاييس ذلك أنني استفدت كثيرا سواء على مستوى تحسين مستواي في اللغة الاسبانية أو على المستوى المعرفي، فقد تعرفت على مكونات ثقافات بلدان أمريكا اللاتينية مثلا، و كذلك على فن الطبخ في دول متعددة، ذاك أن الطلبة كانوا يقدمون محاضرات تعريفية ببلدانهم، و كانوا ينظمون أمسيات ثقافية تختلط فيها أهازيج و موسيقى افريقيا و اسبانيا و أمريكا اللاتينية، كما كانت تنظم موائد طبخ تمثل الجنسيات المختلفة الحاضرة في الإقامة. كان هذا جانبا من تجربة "الكوليخيو مايور"، بعد تلك السنة حصلت على منحة دراسية من مشروع أوروبي "واتيرميد"، و هكذا غادرت تلك الإقامة للتفرغ لبحثي، فعدت لأسكن في "برج الصوت" و هو حي متاخم لكليات جامعة فالنسيا، و مشاركة طلبة آخرين في السكن. في هذه الأثناء وصلتني أخبار جمعية للطلبة "جمعية الطلبة المسلمين في فالنسيا"، و التي كانت تهدف إلى مد يد المساعدة للطلبة المحتاجين، و تقديم كل العون لهم سواءا على المستوى الإخباري المتعلق بالمنح و إيجاد السكن المناسب، أو على مستوى تمثيلهم لدى جامعات فالنسيا و لعب دور المرجع لكل الطلبة. ولما كان الطلبة المغاربة يشكلون الأغلبية المطلقة بين الطلبة المسلمين في فالنسيا، كان من البديهي أن يلعب الطلبة المغاربة دورا مهما في هذه الجمعية الفتية، و هكذا اقترحت علي رئاسة هذه الجمعية، فكان أن فزت بالانتخابات التي أجريت في شهر أبريل من سنة 2002. و هكذا و بعد أن أطلقت موقعا الكترونيا جديدا لهذه الجمعية و بفضل جهود العديد من الطلبة بدأت الجمعية تستقطب شيئا فشيئا أفواج الطلبة الذين سارعوا إلى تسجيل أنفسهم، و يعود الفضل في ذلك بطبيعة الحال إلى الخدمات المتعددة التي كانت الجمعية تقدمها لكل أعضائها: خدمات إخبارية عن طريق البريد الالكتروني و صفحة الويب بأهم ما يجري على الساحة الطلابية من أنشطة ثقافية و رياضية، الإعلان عن المنح، المساعدات، الإعلان عن فرص السكن للطلبة، تقديم المعلومات حول التسجيل و سير الدراسة، إلخ، تنظيم رحلات سياحية، أنشطة رياضية و ثقافية، أسبوع الطالب الجديد، محاضرات، إفطارات جماعية في شهر رمضان، خدمات قانونية مجانية، إبرام اتفاقات بهدف الحصول على أثمان تفضيلية للطلبة في المجازر الإسلامية، و كذلك مع شركات التأمين الصحي، تخصيص بعض المنح للمتفوقين و المحتاجين منهم، لقاءات مع الصحافة لإثارة قضاياهم و كذلك للدفاع عن بعض قضايا المسلمين و المغاربة، و هكذا كانت لنا لقاءات كثيرة مع أهم وسائل الإعلام المرئية و المكتوبة (كنال9، كنال33، إلباييس، لاس بروفينسياس، نوديسي، إيكوس، لاغاثيطا، إلخ.)، كما تدخلنا لإدانة الإرهاب في العديد من المناسبات، كما عبرنا عن امتعاضنا مثلا للتدخل العسكري الإسباني في جزيرة تورة (ليلى)، و تظاهرنا بتنسيق مع جمعيات المهاجرين و القنصلية المغربية بعد أن رفضت سلطات الهجرة في فالنسيا تجديد الإقامة للعديد من الطلبة، فكان أن حصلنا على مطالبنا في نهاية المطاف، ووقفنا في اعتصامات و تظاهرات تضامنية مع الشعبين الفلسطيني و العراقي، وشاركنا كذلك في المظاهرات المناهضة للحرب على العراق، و ذاع صيتنا في كل أرجاء اسبانيا حيث اتصل بنا طلبة برشلونة، مدريد، غرناطة و إقليم الباسك بقصد التعاون و التنسيق فيما بيننا فيما يصب في مصلحة الطلبة المغاربة في اسبانيا، و تضاعف عدد الأعضاء في مدة وجيزة ليصل إلى ما يربو على 400 عضو.
و كان أسبوع الطالب الجديد أهم نشاط تقوم به جمعيتنا بالنظر إلى حجم المشاركة و نوعية الأنشطة، فقد كنا نقيم خيمة من الخيم المغربية الكبيرة داخل ساحة الجامعة و نضع بداخلها معرضا للصناعة و الألبسة التقليدية المغربية، معرضا للكتب، ركنا خاصا بالراغبين في التزين بالحناء، موسيقى مغربية و عربية أصيلة، حلوى و شايا مغربيا للضيوف الذين كان يصل عددهم إلى ما ينيف على الألف في غضون خمسة أيام فقط، ركنا خاصا بالخط العربي، و بالتوازي مع أنشطة الخيمة كانت هناك محاضرات يلقيها أساتذة من الجامعة تحت إشراف جمعيتنا، و في الحفل الختامي توجه الدعوة إلى عميد الجامعة و ممثلي الطلبة و القنصل المغربي و شخصيات أخرى للحضور، و تلقى فيها كلمات المدعويين الرسميين، و توزع خلالها المنح و المساعدات على الطلبة المتفوقين أو المحتاجين، و توزع الحلوى و الشاي، و يختم الحفل بمعزوفة أندلسية مغربية أصيلة من أداء طلبة مغاربة كما حصل سنة 2003، أو بفرقة اسبانية كما كان الحال سنة 2002، حيث وجهت الدعوة إلى فرقة "أونثي" و هي فرقة جمعية المكفوفين الإسبانية، و قدمت خلال الحفل معزوفات من الموسيقى الكلاسيكية نالت استحسان الحضور.
كانت حقا تجربة غنية لا زلت أتذكرها بمزيج من الفخر و الحنين. فقد كنا أسرة واحدة مترابطة متضامنة، فعندما كان أحدنا على سبيل المثال لا الحصر بصدد مناقشة رسالة دكتوراه كنا نهب جميعا لمساندته قبل، خلال و بعد مناقشة الأطروحة، و عندما كان يسقط أحدنا عليلا كنا نهب لزيارته، باختصار كنا متضامنين في السراء و الضراء، و كان ذلك كل ما يحتاجه كل منا. و أبانت هذه التجربة عن قدرات الشباب المغربي في الخارج على الخلق و العطاء عندما تتوفر الوسائل لذلك، و لكن و للأسف هناك في أوروبا حاليا تجارب قليلة مشابهة، بالنظر إلى نقص التأطير و غياب الدعم المالي و المعنوي لمثل هذه المبادرات.
و مرت الشهور و تحصلت على شهادة الدكتوراه في الفيزياء (اختصاص الاستشعار الفضائي عن بعد)، كان موضوع بحثي الحصول على درجة حرارة سطح الأرض عن طريق صور المستشعر عن بعد "موديس" على متن القمر الصناعي الأمريكي "تيرا" الممول من طرف الوكالة الأمريكية للبحوث الفضائية (نازا)، و قد ابتكرت في هذا البحث معادلات رياضية جديدة لتحديد المعطيات البيوفيزيائية من حرارة الأرض، دليل النبات، الانبعاث الأرضي، نسبة بخار الماء عن طريق المستشعر (موديس)، كما اشتغلت على تطوير طرق جديدة لدراسة التصحر و حركية الغطاء النباتي انطلاقا من تتبع المعطيات التاريخية للقمر الصناعي (نووا) و القيام بتحليلها الرقمي قبل تطبيق المعادلات المبتكرة و ابتكار دليل لشرح حركية (ديناميكية) الغطاء النباتي في منطقة البحر المتوسط خلال 20 عاما الأخيرة ، و قد قادتني هذه البحوث للمشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية و نشر العديد من الأعمال في المجلات الدولية و المحلية، و المشاركة أيضا في حملات للقياسات التجريبية في شمال فنلندا، اسبانيا، فرنسا و المغرب، كما شاركت في العديد من المشاريع الممولة من طرف الوكالة الفضائية الأوروبية (إيزا)، الوزارة الإسبانية للبحث العلمي، المفوضية الأوروبية، الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، إلخ، و قادتني أيضا للتعاون مع المركز الملكي للاستشعار الفضائي و جامعة القاضي عياض في مراكش. كان هذا باختصار شديد جزءا من نشاطي العلمي.
حطت بي الرحال بعد تلك التجربة الاسبانية الغنية بفرنسا منذ سنة تقريبا، حيث أشتغل في النظام المعلوماتي الأورومتوسطي للمعرفة في مجال المياه إلى غاية لحظة كتابة هذه السطور، و قد أفسح لي المنصب الجديد المجال لتعاون أوثق مع بلدي المغرب، خصوصا و قد نظمنا اجتماعا تنسيقيا في يوليوز الماضي في الرباط و نستعد لتنظيم آخر في أواخر هذا الشهر بتنسيق مع سكرتارية الدولة لدى وزارة إعداد التراب الوطني، المياه و البيئة، المكلفة بالمياه. (http://www.emwis.org/documents/html/4th_c_c__'04.htm)
مرت سنة كاملة منذ فراقي لمدينة فالنسيا، و قد فارقها أيضا كثير من رفاق جيلي بعد تخرجهم دكاترة و مهندسين في مجالات شتى و لكن الحنين لا زال يراودنا جميعا لها، و قد يتساءل البعض عن موقع المغرب من هذا الحنين، فأجيب أن المغرب يراود فكرنا صباح مساء، و كلنا نطمح لخدمة وطننا و لو عن بعد لبعض الوقت، فهناك من يراقب عن كثب فرص الشغل في الجامعات، المؤسسات و الشركات المتواجدة في المغرب، و هناك من يفضل كسب المزيد من التجربة و الخبرة قبل العودة النهائية، فالرجوع إلى الأصل فضيلة كما هو معلوم و يخطئ من يظن أن هولاء الطلبة أو بالأحرى الأطر الشابة المغربية تطرد من كيانها هويتها. و قد ارتحل بعضنا إلى بلدان أخرى: فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، و البرتغال بقصد الشغل أو متابعة البحوث العلمية، و البعض عاد لتوه إلى المغرب، و هناك من انتقل إلى مدن أخرى في إسبانيا (برشلونة و مدريد)، و هناك أيضا من مكث في فالنسيا.
بعد أفول نجم جمعية الطلبة المسلمين في فالنسيا، نحاول مجموعة من خريجي جامعات فالنسيا و طلبتها الذين لا يزالون يتابعون دراستهم هناك أن نسد الفراغ و خصوصا محاولة تلبية رغبات الطلبة الذين هم في أمس الحاجة إلى ذك، فكان أن قررنا تأسيس رابطة طلبة و خريجي جامعات بلنسية (http://www.uv.es/~jauad/Flash/RUDIV_1.html) و شرعنا في إصدار نشرة دورية (فلاش) بهدف ضمان وصول المعلومات التي يحتاجها الطلبة عن طريق البريد الالكتروني و صفحة الويب. و الحقيقة أن هذه الحاجة تنبع بالأساس من رغبة الطلبة في أن يكونوا ممثلين من طرف جمعية تسهر على مصالحهم، و لا يخفى على الكل أن الأحداث الأليمة التي ضربت مدريد في العام الماضي كانت و لابد أن تخيم بظلالها على نفسية الطلبة المغاربة خصوصا، و من ثم غدت فكرة المبادرة أكثر إلحاحا.
بقلم: د. جواد الخراز
مقال نشرته جريدة العلم في 2005

No hay comentarios: